فى المقال الأول اتكلمنا عن أسباب اكتئاب المناسبات، ودلوقتى هانحاول مع بعض نحط مجموعة من الاقتراحات اللى ممكن تخرجنا من اكتئاب العيد أو أى مناسبة بنبقى نِفْسِنا نتبسط فيها ومش بيحصل..
بس خلينا نتفق على كام مبدأ فى الأول علشان نبقى على نور:
- اللى مش مبسوط فى الأيام العادية وأغلب الوقت عنده اكتئاب، غالباً فى العيد والمناسبات اكتئابه هيزيد... ودا معناه انه محتاج يشتغل على علاج الاكتئاب عموما مش على اكتئاب العيد والمناسبات وبس.. لكن هانحاول نفكر فى تدريبات خفيفة تناسب أيام العيد ع السريع.
- الفرحة بتيجى من جوّة لبرّة، مش من برّة لجوّة. بمعنى إن حضرتك اللى هتعمل الجو المفرح للعيد مش العيد هو اللى هييجى يبسط سيادتك (لأن أ.عيد دا مش شخصية، دا مناسبة على فكرة).
- الفرح الحقيقى بييجى لما الواحد بيخرج برّة نفسه ويقدم حب للى حواليه، فيشوف فى عنيهم الفرحة والسعادة، فيلاقى نفسه مبسوط وفرحان ويجيله شعور بالرضا، والشعور الإيجابى دا بيكون حقيقى مش وهمى لأنه نتيجة تسديد احتياجات نفسية بتحصل بشكل تلقائى وطبيعى، زى شعورى بالأمان مع الناس اللى حبونى لما خدمتهم وقدمتلهم محبة، شعورى بالقيمة لما باشوف فى عنيهم فرحة ممزوجة بالتقدير ليّا وبالشكر والعرفان بالجميل اللى قدمتهولهم، شعورى بالانتماء لفئة الناس اللى بتعمل خير لما بالاقى الناس اللى خدمتهم صنفونى كفاعل خير وبصولى على إنى شخص خدوم، شعورى بالانجاز إنى نجحت فى تقديم حاجة فرّحت حد قدامى وفرقت معاه..
يللا دلوقتى نتكلم عملى... نعمل إيه فى العيد يخلينا نخلص من الاكتئاب اللى بيجيلنا فى المناسبات :
1- لو اكتئابك بسبب الإعاقات النفسية الغير مشفية
+ زى مشكلة صغر النفس واحساسى بإنى أقل من كل اللى حواليّا:
- محتاج فى العيد أبّطل فكرة مقارنة نفسى باللى حواليّا
- يعنى مش هابص على لبسهم واقارن بلبسى، هاكون نفسى وهالبس اللى باحبه علشان يبسطنى مش علشان يبقى شكلى أحسن من حد تانى باغير منّه..
- هافرح بإمكانياتى اللى ربنا مِدّيهالى ومش هافضل ابص على إمكانيات غيرى، يعنى لازم اقبل عربيتى القديمة واروح اغسلها واروّقها فى العيد واخرج بيها فرحان، وعدة تليفونى اللى صلحتها 10 مرات هافرح بيها طالما لسة فيها نَفَس وبتطلع صوت وبتبعت رسايل العيد.. هالمّع جزمتى القديمة واصلحها واركب لها فرش جديد..
- يعنى باختصار طوّر اللى تقدر تطوره واللى مش فى إيدك تغيّره لازم تقبله وكمان تستمتع بيه واخرج يوم العيد وانت بتغنى أغنية "وأنا ويايا باعيش عيشة المليونيرات.. واحلَم وأنا معييش.. مالعنش الأزمات.." أيوة محتاجين نتعلم نبطّل نلعن الأزمات.. وخصوصا الأزمات النفسية..
+ طيب وإحساسى بالرفض من الآخرين اللى بيموتنى فى العيد خصوصا لو قضيته فى الآخر لوحدى!! - خللى بالك ماتعرضش نفسك لمواقف محرجة مع حد رفضك أكتر من مرة، يعنى ماتفرضش نفسك على حد أو على مجموعة معينة أنت حاططها فى دماغك لازم تبقى فى وسطهم، لكن دوّر على الأشخاص اللى بتقبلك وبتحب تتعامل معاك واستمتع بصحبتهم واستمتع بالعيد معاهم، لأن هما دول اللى بيمشوا مع توبك، وهما دول اللى ربنا باعتهم يسندوك، لكن لو فضلت مُصِّرّ على إنك تتقبل من اللى رفضوك؛ أنا شايف ان دى هتبقى مخاطرة مش محسوبة منك يوم العيد "ممكن تبقى تحاول بطريقة صح فى الأيام العادية"
- اعمل حاجة إيجابية لحد تانى أقل منك فى الإمكانيات أو فى السن أو فى الشخصية، هتلاقيه بيشكرك وبيقبلك وبيقدّرك.. يعنى لاعب طفل صغيّر، قدّم خير لحد فقير ومحتاج، شوف حد تانى حواليك هو كمان حاسس بالرفض واقبله انت واتعامل معاه وخرّجه فى العيد أو حتى اسأل عليه.. صدقنى هتفرق معاك كتير.. وهاتحس بنوع من الاختلاف جواك، أكيد هاينعكس عليك فى الأيام العادية كمان..
+ طيب ومشكلة الإحساس المستمر بالذنب الوهمى اللى بتنكد عليا يوميا وحتى يوم العيد مش بيفلت !! - استمتع باللحظة اللى أنت فيها دلوقتى، وكل ما تجيلك فكرة تلوم نفسك فيها؛ اطردها فورا وماتسيبش نفسك للأفكار.. فقط استمتع.. واستمتع..
- صدّق إن اللى حواليك فرحانيين لأنهم أسهل فى طريقة تفكيرهم وبيتعاملوا مع الأمور بسلاسة.. والنتيجة بيستمتعوا أكتر.. وانت اللى بتنكد على نفسك بطريقة تفكيرك..
- قرّب من حد سهل وسَلِسْ كدة ولذيذ، وبدل ما تنتقضه.. اتعلم منه السهولة فى تمرير الأمور.. واسأله بيفكر إزاى وحاول تعتنق طريقة تفكيره..
- أى حاجة مالحقتش تعملها قبل العيد أو يوم العيد.. فوّتها بمزاجك واستمتع باليوم بالوضع الحالى بتاعه.. وبعد العيد ابقى كمّل..
- ودا ينطبق بقى على حاجات كتير..
- لو قصّرت فى المذاكرة والمادة ما تلمتش.. قررت تخرج يبقى استمتع بالوقت وبطّل تنكد على نفسك وع اللى حواليك..
- لو مالحقتيش تخلصى تنضيف البيت كله.. لمّى الدنيا ع السريع وكملى بعد العيد..
- مالحقتش تكمل شرا لبس العيد.. ولا يهمك عادى يعنى البس احلى حاجة عندك وبعد العيد ابقى اشترى اللى ناقصك وخلاص..
+ أما عن الشعور بالمرارة وعدم الغفران للشخصية اللى أذتنى ومش قادر اسامحها..
بصراحة كدة: مالهاش حل، لازم تغفر علشان تستمتع بالعيد وتخلص من اكتئابه.. (الصراحة راحة.. ولو قلتلك غير كدة، يبقى باطبطب وخلاص)
2- لو اكتئابك بسبب توقعاتك :
القاعدة العامة إنك لازم طبعا تقلل من سقف توقعاتك..
وخلينا ندخل فى شوية تفاصيل..
+ توقعات مرتبطة بنقطة الضعف اللى عندى - غالبا الناس علشان تتبسط فى المناسبة أو فى العيد بيتعاملو مع نقطة الضعف اللى عندهم بطريقة التغذية السلبية للضعف نفسه، يعنى بدل ما اعترف بضعفى واعالجه واحاول اتخلص منه على الأقل فى العيد، بالاقى نفسى عايز أأكله واشربه علشان اتبسط.. والطريقة دى بتتعبنى زيادة وتحبطنى اكتر وفى الآخر مش باتبسط ولا بافرح..
- لو ضعفك ليه علاقة بالشهوة: يبقى بدل ما تعلّى سقف توقعاتك فى ممارسة الشهوة بأى صورة من الصور علشان تبسط نفسك وتاخد لذة فى يوم العيد؛ وقِّف نفسك واِلهِى نفسك فى حاجات تانية كتير ممكن تتعمل يوم العيد.. اخرج ، اتفسح ، روح ملجأ ، اخدم ، اتصل بالناس وعيّد عليهم ، زور ناس من عيلتك بقالك كتير ما زرتهمش وباباك ريقه نشف علشان تسأل عليهم.
- لو ضعفك ليه علاقة بنجاح العلاقات: بدل ما تفضل قاعد متوقع الناس تسأل عليك علشان تقول لنفسك فى الآخر "آهو مفيش حد سأل فيّا" ، حضرتك امسك التليفون واسأل عليهم وما تلومهومش انهم ماتصلوش..
- وهكذا..
+ توقعات مرتبطة باحتياجى اللى مش متسدد - احساسى بالاحتياج النفسى زى الحاجة للأمان أو الانتماء أو الحب أو القبول أو القيمة أو التقدير أو الانجاز والنجاح.. أكيد مش هيتسدد فجأة يوم العيد.. وبالتالى أنا محتاج اتعامل مع فكرة تسديد احتياجى بطريقة سليمة مش بطريقتى المعتادة..
- فى الأيام العادية أنا بادوّر ازاى اسدد الاحتياج دا وكتير مش بانجح، وفى العيد لأنى عايز افرح بقى.. بالاقى نفسى بابحث بقوة أكبر عن تسديد الاحتياج دا وبالتالى توقعاتى من نفسى ومن الآخرين بتزيد جدا، ولما مش باوصل لتوقعى دا، باترنّح واقوم واقع من طولى..
- احتياجى للأمان هاخده من ربنا مش من الناس ولا من العلاقات ولا من الفلوس ولا من السلطة ولا من شريك حياتى وبس.. ولا من..
- احتياجى للشعور بالانتماء هاخده من انتمائى لإله قوى ومحب وأب حقيقى بدل ما هافضل ادوّر وقت العيد أنا بانتمى للشلّة دى ولا دى.. أو المجموعة دى ولا دى.. أو العيلة دى.. ولا دى.. البلد دى دى ولا دى.. والاقى نفسى تايه بين كل الأسئلة دى.. والمناسبة تمر..
- احتياجى للشعور بالقيمة هاخده من مصدر ثابت ماعندوش تغيير ولا ظل دوران علشان قيمتى تبقى ثابتة وغالية مش متغيرة مع تغير المصدر اللى باستمد منه قيمتى.. يعنى مش هاينفع تبقى قيمتى متوقفة على كلام الناس أو على الفلوس أو السلطة أو المركز أو الشهرة أو العريس أو العيلة والنسب أو...
- الخلاصة هنا هى: لازم احاول فى العيد اعمل stop لطريقتى العامة.. علشان توقعاتى ماتزيدش.. وتخلينى كئيب أكتر فى العيد..
+ توقعات مرتبطة بالإله بتاعى اللى باعبده - لو إلهى المال.. يبقى هافضل مش مرتاح كل عيد وكل مناسبة لأنى مش باوصل للى نفسى فيه وكل ما باملك اكتر كل ما باطمع اكتر وابقى عايز اكتر ومش مستمتع باللى فى إيدى واللى اتعودت عليه، بابقى عايز الجديد والأغلى والأكبر والأكتر.. لأنى مش عارف اشبع بيه..
- ولو إلهى ذاتى.. يبقى هافضل بادور حوالين نفسى وحوالين توقعاتى الأنانية اللى كلها بتلفنى حوالين نفسى أكتر لغاية ماتخنقنى وتخنق اللى حواليا منى..
- عارف الحل إيه ؟
- وزّع شوية من الفلوس اللى معاك علشان تبسط اللى حواليك.. حتى لو اللى معاك قليل.. شارك باللى فى إيدك.. صدقنى هاتتبسط.. وشوف إن الفلوس اللى معاك دى والإمكانيات اللى عندك ومش باسطاك إزاى هتبسط غيرك جدا أكتر مما تتصور.. ودى شوية اقتراحات :
- فى العيد بتلاقى كل الغلابة منتشرين فى الشوارع مادين ايديهم.. خللى معاك فكّة كتيرة ووزع طول ما انت ماشى وماتردش حد ماددلك إيده..
- طلّعى من دولابك كل الهدوم اللى مش محتاجاها وعاملة زاحمة فى الرفوف وموضتها راحت وأنتى شايلاها علشان خايفة الموضة ترجع تانى بعد 5 سنين.. وزعيها ودفّى ناس كتير م البرد بيها..
- لما تدخل مطعم أو كافيه فى العيد ادفع إكرامية محترمة للى بيشتغلوا فيه علشان هما غالبا اتحرموا من الخروج فى العيد بسبب طبيعة شغلهم.. يبقى قدّرهم واكرمهم.. لأن دا أكل عيشهم.. والموسم بتاعهم..
- ادى عديّة للبواب وبتاع الجراج وبتاع الزبالة.. علشان الناس دى على باب الله كلهم وحضرتك مصدر دخلهم الوحيد..
- روح ملجأ ووزع عدّيات للأطفال اللى فيه وخدلهم حاجات حلوة..
- روح مستشفى عام وجهّز أظرف فيها عدّيات للمرضى وأهاليهم اللى مش قادرين يروحوا مستشفى خاص يعالجوا المريض بتاعهم، وقدم الأظرف دى بطريقة شيك مع بوكيه ورد لذيذ..
- انشالله تشترى كيس بلالين وانفخها واربطها وامشى فى الشارع ووزع على كل الأطفال اللى تقابلهم.. وشوف الفرحة اللى هتبقى فى عنيهم..
- ..يعنى م الآخر استمتع بالعطاء أكثر من الأخذ..
3- أما لو اكتئابك بسبب طريقة تفكيرك وبسبب الأنماط اللى اتعودت عليها..
يلا بقى جه الوقت للتغيير.. وعوّد نفسك دايما ع الجديد.. واوعى ترتبط بحاجة معينة وبشكل معين زيادة عن اللزوم.. لأن كل اللى هاترتبط بيه هايربطك ويقيّدك.. - لو العيد بالنسبة لك خروجة حلوة : جرّب السنة دى تقعد فى البيت وتخطط للعيد بطريقة مختلفة وقضّى وقت مبهج مع أسرتك أو عيلتك.. واعملهم أنت مشروبات أكنّك فى الكافيه.. واعملهم قاعدة جميلة.. وبالليل خللى النور رومانسى وإضاءة خافتة.. واقعدوا اتفرجوا على صور ذكرياتكم مع بعض.. هتفرحوا جدااا أكتر من أى خروجة..
- لو العيد بالنسبة لك أكلة حلوة بتطالب بيها مراتك أو مامتك: جرّب السنة دى اعمل انت الأكلة دى وأكيد هاتطلع بايظة واقعد اضحك أنت وهما على طعمها.. أو جرّب تتنازل عن الأكل السنة دى أساسا وافرح بطريقة مختلفة علشان مايبقاش دايما همك على بطنك..
- لو العيد بالنسبة لك كحك وبسكوت: استمتعى وانتى بتعمليه اكتر ما تستنى طعمه إيه..
- حتى لو العيد بالنسبة لك هو اللمّة الحلوة واللمّة دى اتفركشت بسبب الزمن أو الغربة أو الفراق.. هاعمل أنا لمّة غيرها بأصحابى.. بأسرتى الصغيرة، بزمايلى، بجيرانى.. هاقرر استمتع حتى لو لوحدى..
- لو العيد فيلم فى السينما.. جرّب تجيب فيلم حلو وهادف واتفرّج عليه فى البيت مع أسرتك أو عيلتك أو أصحابك.. وهات طبق الغسيل الكبير واملاه فشار وافضلوا كلوا واتفرجوا وارموا الفشار على بعض..
- لو العيد هو صورة جديدة حلوة علشان تعملها بروفايل أو كفر فوتو والموضوع اتحول إلى إدمان شديد.. يبقى لازم تخرج من غير الكاميرا وحاول ما تتصورش ولا صورة علشان العيد مايضيعش فى محاولات التقاط أفضل صورة، وطبعا سيب السيلفى ستيك فى البيت علشان ماتتحاربش بالفكرة.. أو عندى فكرة تانى لو مش قادر تمسك نفسك فى الموضوع دا ومن مواهبك التصوير يبقى حاول تصوّر اللى حواليك وبلاش الانحصار فى تصوير نفسك طول الوقت..
- الخلاصة هنا هى:
فُكَك م اللى اتعودت عليه وجرّب تغيّر من نفسك باستمرار علشان تعرف تتبسط فى كل الأوضاع..
وتلاقى اكتئاب العيد راح وبقيت فرحان لأن نفسك حرة ومنطلقة وبتعرف تتبسط بكل حاجة حواليك.. وبتقدر تبسط نفسك وتفرح اللى حواليك كمان..
(يا ريت اللى عنده اقتراحات مجنونة يكتبهالنا فى التعليقات ونزودها ع المقال)
كل سنة وانتو طيبين.. عيد سعيد علينا كلنا.. ويا رب دايما فرحانيين..
إعداد / برسوم القمص اسحق
مؤسس مركز ميتانويا للمشورة